الخميس، 22 يونيو 2017

تخصيب (الكلامونيوم)!

تخصيب (الكلامونيوم)!
     لو كان الكلام الشامل رجلاً لقتلته، لكنه رجل و امرأة، وطفل و شيخ، و مواطن و مسئول... فالجميع بلا استثناء يشتركون في تعاطيه مستفيدين بميزة إعفاء الكلام من الجمارك و الرسوم!...
     الرجل يستخدم الكلام الشامل في استمالة قلب المرأة، حتى إذا وقعت في حبه؛ تركها، و راح يبحث عن غيرها؛ فينكسر قلبها و يضيع أملها و تفقد ثقتها في جميع الرجال بلا استثناء...!.
     و المسئول يدهن تصريحاته الشاملة بزبد و عسل، فإذا أشرقت عليه شمس النهار؛ ساح، و راح، و باح، و ماح...!.
     إن الكلام الشامل نوع من أنواع الخداع و الكذب الذى يعتمد على أن ذاكرة الموعودين قد تخونهم، و سماحتهم ستهون عليهم أمر الوفاء، و تجد ألف مبرر لهذا الكذب و التضليل الذي يمارس عليهم صباح مساء!.
     لقد أضحى الكلام الشامل مجرد (طق حنك) طيخ طاخ، على طريقة فرح العمدة، و كم من أعيرة طائشة من هذا النوع أصابت بعض البشر في مقتل؛ فتحول الفرح إلى مأتم.
     إن الكلام الشامل يسير بلا أرجلـ و ينطلق بلا هوادة، و يضرب في مقتل بلا رحمة، و من عجب أن تخضع أسلحة الدمار الشامل للحظر و المنع و التفتيش، في الوقت الذي يتاح فيه تداول أسلحة الكلام الشامل سداحاً مداحاً... مع أن استخدام أي من السلاحين يؤدى إلى نتائج وخيمة على الأمم و الشعوب. فمتى يتم وقف إنتاج قنابل الكلام الشامل المدمر، و حظر تخصيب (الكلامونيوم)؟!.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تُشر مقالي هذا في موقع دنيا الرأي بتاريخ 2011-10-31