تخصيب
(الكلامونيوم)!
لو كان الكلام الشامل رجلاً لقتلته، لكنه
رجل و امرأة، وطفل و شيخ، و مواطن و مسئول... فالجميع بلا استثناء يشتركون في
تعاطيه مستفيدين بميزة إعفاء الكلام من الجمارك و الرسوم!...
الرجل يستخدم الكلام الشامل في استمالة قلب
المرأة، حتى إذا وقعت في حبه؛ تركها، و راح يبحث عن غيرها؛ فينكسر قلبها و يضيع
أملها و تفقد ثقتها في جميع الرجال بلا استثناء...!.
و المسئول يدهن تصريحاته الشاملة بزبد و عسل،
فإذا أشرقت عليه شمس النهار؛ ساح، و راح، و باح، و ماح...!.
إن الكلام الشامل نوع من أنواع الخداع و الكذب
الذى يعتمد على أن ذاكرة الموعودين قد تخونهم، و سماحتهم ستهون عليهم أمر الوفاء،
و تجد ألف مبرر لهذا الكذب و التضليل الذي يمارس عليهم صباح مساء!.
لقد أضحى الكلام الشامل مجرد (طق حنك) طيخ
طاخ، على طريقة فرح العمدة، و كم من أعيرة طائشة من هذا النوع أصابت بعض البشر في
مقتل؛ فتحول الفرح إلى مأتم.
إن الكلام الشامل يسير بلا أرجلـ و ينطلق
بلا هوادة، و يضرب في مقتل بلا رحمة، و من عجب أن تخضع أسلحة الدمار الشامل للحظر
و المنع و التفتيش، في الوقت الذي يتاح فيه تداول أسلحة الكلام الشامل سداحاً
مداحاً... مع أن استخدام أي من السلاحين يؤدى إلى نتائج وخيمة على الأمم و الشعوب.
فمتى يتم وقف إنتاج قنابل الكلام الشامل المدمر، و حظر تخصيب (الكلامونيوم)؟!.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تُشر مقالي هذا في موقع دنيا الرأي بتاريخ 2011-10-31