خصخصة
المدارس!
قبل أن تبدأ الدراسة بأسابيع؛ كنا قد عرضنا
أثاث البيت للبيع؛ وفاءاً لمطالب ابننا المحروس، لأخذ الدروس في جميع المواد،غير
أنه عاد كالمعتاد من ستة دروس، كالعود الممصوص؛ فقابلته أمه بالحضن و (البوس)، و ألقت
في وجهي المتعوس قائمة من الطلبات، التي باتت ضرورية؛ كي تعيد إليه الدموية، و ترفع
من روحه المعنوية، و كأنه يخوض غمار معركة حربية، تحتاج إلى تمويل مادى و فلوس!...
و لما كانت الأمثال هي عصير تجارب الأجيال
عبر السنين، فقد خرجت قدماي عاريتان من تحت اللحاف بأكثر من مترين!، و استدنت من
(طوب الأرض) و وقعت في طول من هب و دب، و في عرض من كره و من أحب... و اللافت
للنظر و الأدعى للحذر أن السداد أضحى مرهوناً بتخرج الأولاد، و حصولهم على وظيفة هي
كالوهم أو السراب، على طريقة (يا باب هات كباب)!.
و لما كانت إيصالات الأمانة و الأمان تُدخِل
المدين السجن و الليمان؛ فقد استعددت من الآن لتسليم نفسي لأقرب حانوتي أو سجان،
لقاء تلك العادة ـ غير السرية ـ المرزولة، التي تسعى للحصول على المادة العلمية في
كبسولة، يتعاطاها المدمنون على طريقة الحشيش و الأفيون، و تؤدى لخراب البيوت، و لا
ينبغي الصمت حيالها أو السكوت... فإما أن يكون التعليم حق للجميع ـ الغني و الفقير
على حد سواء ـ و إما أن يعرضوا المدارس ـ هي الأخرى ـ للبيع ، و يكفينا شر هذا
المصير و الابتلاء!.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشر مقالي هذا في موقع دنيا الرأي بتاريخ 2011-10-30