ياله
من اكتشاف!
في محاولة مني لمواكبة لغة العصر، و فى
الوقت بدل الضائع من عمري، أخذ ابني يعلمني مبادئ الكمبيوتر، بالصبر حتى نفد، و الضحك
حتى وقع!.
و استعنت بصديق، ليدلنى على هذا الطريق، و يكفيني
شر جهلي العميق؛ فاصطحبني إلى مقهى لصيق... و من خلال نظرة عابرة أو للصدق معتبرة
للشاشـات المفتوحة (بالتاء أو الضاد على حد سواء) شاهدت و سمعت ما لاعينٌ رأت، و ما
لا أذنٌ سمعت، و ما لا خطر على قلب بشر!... و حيث أن ما رأيته كان خادشاً للحياء،
و فاضحاً لجهلي بأساليب اللقاء؛ فقد لزمت البيت، و اكتفيت ببرنامج الword و السهر مع الرسام إلى أن تنام المدام!.
إلا أنها بدأت هي الأخرى رحلتها التعليمية،
و أخشى أن تقودها أصابعها الذكية، إلى اكتشاف (موقعي) المتواضع من النت، و ياله من
اكتشاف!.
بعد قليل من الوقت و كثير من الرعب، حدث ما كنت
منه أخاف، و فُضح أمر كان يداريه اللحاف، و اكتشفت أم العيال موقعي المتواضع من
النت و ياله من اكتشاف!.
و عليه فقد أصبحت بعد العنف دمسـاً، لا
أتكلم إلا همسـاً، مما أثار حفيظة الأولاد، و جعلهم يتعجبون و يسألون بلا ارتياب،
عن أسباب تلك الحالة الانهزامية، التي حلت محل العنجهية، و زاد من شر البلية أن
علا صوت الولية!، و أصبحت تنظر إلىَّ بسخرية و استخفاف، و تسقيني من صحاف الشماتة
سماً زعافاً!.
أدركت الآن حقيقة أن العلم (نورن!) و نور
النت لم يعد اليوم خاف!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشر مقالي هذا في موقع دنيا الرأي بتاريخ 2011-11-02