نزيف
العمر
تأمل وجهه في المرآة؛ فرأى شخصاً آخر غير
الذي اعتاد أن يراه!، لقد اختفت معالم الصبا و الشباب، و حل محلها علامات غروب و شرود
و اغتراب.
بيد ترفض تلك الحقيقة و تتمرد على هذا
الواقع، حطم الزجاج!، فتناثرت صورته أشلاء مدببة و كأنها سهام الغضب.
سرت في عروقه النازفة نشوة انتصار، نظر إلى
الدماء فأدرك خطورة تجاهل هزيمته المؤكدة في معترك الحياة.
انطلق نحو الصنبور و فتحه عن آخره... ثم صاح:
المياه تجري، و العمر يجري، ضحك ضحكات هيستيرية... حاول التحكم في جريانهما,,, بدأ
بالممكن و المتاح، ثم أراد أن يفعل المستحيل، لكن دقات ساعة الحائط نبهته لاقتراب
موعد الرحيل...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشر مقالي هذا في موقع دنيا الرأي بتاريخ 2011-11-03