حسابات
فهلوية (استطلاع رأى الأغلبية)!
يراهن المشتغلون فىي مجال السياسة على
الأغلبية الصامتة، رهاناً لا يعتمد على أسس علمية... فبعض الأحزاب الحالية تستخدم
المال في صورته النقدية أو الغذائية، لإغراء تلك الفئة التي تعبر بصمتها عن عدم
الرضاء، الذي يصل في أحيان إلى درجة الاستياء من تلك الأساليب البدائية...
و من عجب أن يتم التهكم على الصامتين بوصفهم
(حزب الكنبة) ـ ربما لحثهم على المشاركة في الحراك السياسي بفاعلية ـ في الوقت الذي
يحاول فيه البعض إعادتهم إلى حالة الركون و الركود، و النوم في معسول الكلام
باستغلال عواطفهم الإنسانية، و مشاعرهم الدينية، و ظروفهم الاجتماعية، استغلالاً
عفا عليه الزمن، لتحقيق مآرب دنيوية، تتلخص في محاولة كسب أصواتهم للصعود بأمان
إلى كرسي الرئاسة أو البرلمان!.
فهل سينقاد أعضاء (حزب الكنبة) ـ و هو حزب الأغلبية
ـ لألاعيب أحزاب الأقلية، فيمكنها من الصعود على أكتافهم و التحدث باسمهم؟ أم
سيخرج الحزب الصامت عن صمته يوم يجد الجد؛ فيفرض رأيه بقوة غير مسبوقة، وغير
معهودة، و غير متوقعة أيضاً؟
إن بشائر الإجابة على هذا السؤال تكمن في
نتائج استطلاع رأى عام، أهملنا اللجوء إليه، و اعتمدنا على فهلوة التحدث باسمهم
تخميناً لا تأكيداً، و ظناً لا يقيناً!.
فكيف نتخذ من الديمقراطية شعاراً في الوقت
الذي نهدر فيه حق الأغلبية الصامتة في التعبير ـ من خلال تلك الاستطلاعات ـ عن
توجهها الحقيقي بعيداً عن الوصاية الظالمة المتمثلة في ادعاءات البعض ، أو إغراءات
البعض الآخر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشر مقالي هذا في موقع دنيا الرأي بتاريخ 2011-11-05