الخميس، 22 يونيو 2017

صباح!

صباح!
     صباح ليس كما ينبغي، رأيته في قعر فنجان قهوتي؛ فعزمت استئذان زوجتي أن ترحمني من مشاويره المعتادة، و تتخلى مؤقتاً عن تلكم العادة التي اعتادتها معي، و أن تعفيني من تمرين 9 عند الفوال، و تمرين 6 عند البقال، و طابور التمام بمحلات الجوال... ناهيك عن نظرات الجزار التي تطق شراراً إذا طلبت منه تشفية لحمتى، و السماك أبو منقار الذي يسمى الشِِر شباراً، و ياويلتي إن مددت نحو صندوق البضاعة يدى!.
صباح لا يُبشر بخير، لونه بني محروق، و شكله هرمي كخازوق؛ فعندما صحوت من النوم استقبلني المذكور بوجه كفور: فتحت الصنبور؛ فأتاني صفير يشبه النفير، الذى يعلن بداية حرب المياه من داخل شقتى!... تيممت للصلاة، و توكلت على الله فصاحت زوجتى: انهض من فورك يا أمير، و اذهب بابنك كريم إلى طبيب يعالجه من الحمى و الغثيان، و بابنتك سوزان لطبيب الأسنان، و احضر لي ملوخية، و أرز و طماطم و فلفل و باذنجان، و اصلح لنا البوتاجاز و التلفزيون و السخان...
تسللت إلى السرير كي أكمل المنام؛ هروباً من طلبات المدام؛ فزكمت أنفي رائحة حمض البوليك، التي جعلتني أفيق و أصيح بصوت طليق حيان: يا فتاح يا عليم... يا رزاق يا كريم... أصبحنا و أصبح الملك لله...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشر مقالي هذا في موقع دنيا الرأي بتاريخ 2011-11-04