صباح!
صباح ليس كما ينبغي، رأيته في قعر فنجان
قهوتي؛ فعزمت استئذان زوجتي أن ترحمني من مشاويره المعتادة، و تتخلى مؤقتاً عن
تلكم العادة التي اعتادتها معي، و أن تعفيني من تمرين 9 عند الفوال، و تمرين 6 عند
البقال، و طابور التمام بمحلات الجوال... ناهيك عن نظرات الجزار التي تطق شراراً
إذا طلبت منه تشفية لحمتى، و السماك أبو منقار الذي يسمى الشِِر شباراً، و ياويلتي
إن مددت نحو صندوق البضاعة يدى!.
صباح
لا يُبشر بخير، لونه بني محروق، و شكله هرمي كخازوق؛ فعندما صحوت من النوم استقبلني
المذكور بوجه كفور: فتحت الصنبور؛ فأتاني صفير يشبه النفير، الذى يعلن بداية حرب
المياه من داخل شقتى!... تيممت للصلاة، و توكلت على الله فصاحت زوجتى: انهض من فورك
يا أمير، و اذهب بابنك كريم إلى طبيب يعالجه من الحمى و الغثيان، و بابنتك سوزان
لطبيب الأسنان، و احضر لي ملوخية، و أرز و طماطم و فلفل و باذنجان، و اصلح لنا
البوتاجاز و التلفزيون و السخان...
تسللت
إلى السرير كي أكمل المنام؛ هروباً من طلبات المدام؛ فزكمت أنفي رائحة حمض البوليك،
التي جعلتني أفيق و أصيح بصوت طليق حيان: يا فتاح يا عليم... يا رزاق يا كريم...
أصبحنا و أصبح الملك لله...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشر مقالي هذا في موقع دنيا الرأي بتاريخ 2011-11-04