الاثنين، 26 يونيو 2017

جمعية حقوق البطن!

جمعية حقوق البطن!
بعد أن تحول ما في البطن من عصفور إلى كلب مسعور؛ يهب كلما اشتم رائحة طعام، و يعض اللحاف إذا نام و الخيش، على طريقة (حلم الجوعان عيش)؛ نشبت بين معدتي و المدام حالة عداء و استحكام؛ جعلت زوجتي اللئيمة تستخدم ضد بطني أسلحة الحرمان، فإذا طلبت أرزاً رفضت أن تطهيه، و إذا رفضت سمكاً صارت تقليه، و إذا اعترضت على المكرونة؛ أصدرت فرماناً مفاده غذاء اليوم باذنجان، اسود بلون الليال و الأيام!، و رغم أني تشوقت لمرقة اللحوم، حتى أضحت أملاً يراودني كل يوم، إلا أن المذكورة سنت أسنانها، و أعلنت بغبائها، إعلاناً مفاده "على جثتي إن مرقتها"!، و لما كانت كل فئة من فئات المجتمع من واجبها الدفاع عن حقوقها؛ رأيت أن أنشئ جمعية للدفاع عن حقوق البطون في (الشوربة) و (التشريب) و (الكوسة بصلصة الحليب) و (الأرز بخلطة الفستق و الزبيب)، و هى جمعية تشبه مائدة رحمان، مفتوحة طوال العام، للأعضاء المحرومين من الطعام، الراغبين فيه، شعارها لا تحرم نفسك مما تشتهيه، و عليه أدعو كل زوج جوعان للانضمام الآن إلى تلك الجمعية، حاملاً معه طبقاً و ملعقة و سلطانية؛ لأخذ حصته من مرقة الدجاج و الأرانب بالملوخية و الفاصوليه الخضراء بالتقلية و الكستليته المشوية و البسلة السوتيه و الخرشوف بانيه و الكرنب فيليه، و الكفتة المقلية و السمك الكزبرية، و الدجاج الشركسية و الموزة على الطريقة التركية، و عرق البتلو بالبشاميل، و محشي المعمر، و كفتة المخ المحمر، و الحمص بالزيت الحار، وقرموط السمك بالخضار، و كل مالذ و طاب من طعام و شراب، مع حفظ حقي في الملكية البطنية!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشر مقالي هذا في موقع دنيا الرأي بتاريخ 2009-08-14