جمعية حقوق البطن!
بعد
أن تحول ما في البطن من عصفور إلى كلب مسعور؛ يهب كلما اشتم رائحة طعام، و يعض اللحاف
إذا نام و الخيش، على طريقة (حلم الجوعان عيش)؛ نشبت بين معدتي و المدام حالة عداء
و استحكام؛ جعلت زوجتي اللئيمة تستخدم ضد بطني أسلحة الحرمان، فإذا طلبت أرزاً رفضت
أن تطهيه، و إذا رفضت سمكاً صارت تقليه، و إذا اعترضت على المكرونة؛ أصدرت فرماناً
مفاده غذاء اليوم باذنجان، اسود بلون الليال و الأيام!، و رغم أني تشوقت لمرقة اللحوم،
حتى أضحت أملاً يراودني كل يوم، إلا أن المذكورة سنت أسنانها، و أعلنت بغبائها، إعلاناً
مفاده "على جثتي إن مرقتها"!، و لما كانت كل فئة من فئات المجتمع من واجبها
الدفاع عن حقوقها؛ رأيت أن أنشئ جمعية للدفاع عن حقوق البطون في (الشوربة) و (التشريب)
و (الكوسة بصلصة الحليب) و (الأرز بخلطة الفستق و الزبيب)، و هى جمعية تشبه مائدة رحمان،
مفتوحة طوال العام، للأعضاء المحرومين من الطعام، الراغبين فيه، شعارها لا تحرم نفسك
مما تشتهيه، و عليه أدعو كل زوج جوعان للانضمام الآن إلى تلك الجمعية، حاملاً معه طبقاً
و ملعقة و سلطانية؛ لأخذ حصته من مرقة الدجاج و الأرانب بالملوخية و الفاصوليه الخضراء
بالتقلية و الكستليته المشوية و البسلة السوتيه و الخرشوف بانيه و الكرنب فيليه، و
الكفتة المقلية و السمك الكزبرية، و الدجاج الشركسية و الموزة على الطريقة التركية،
و عرق البتلو بالبشاميل، و محشي المعمر، و كفتة المخ المحمر، و الحمص بالزيت الحار،
وقرموط السمك بالخضار، و كل مالذ و طاب من طعام و شراب، مع حفظ حقي في الملكية البطنية!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشر
مقالي هذا في موقع دنيا الرأي بتاريخ 2009-08-14