عطشان يا صبايا!
لم يتحرج مطرب مصري أصيل من أبناء النيل من مناشدة الصبايا
أن يدلوه على السبيل؛ فلقد دفعه العطش إلى غناء، يطلب فيه ماء!.
و لأن العطش غريزة إنسانية؛ فقد اشتكى مطرب عربي آخر من
بلاد الشام، من جفاء سمراء، طلب منها أن تسقيه (شوي) فأخبرته بأنها: ماعندها (مي)،
متحججة بانقطاعها!، و قبل أن تمتد أيادي الرحماء إلى هؤلاء العطاشى بأكواب المياه؛
يوضح أحد المطربين الخلصاء ما خفى على أفهام البسطاء فيقول:
أرفض يكون الانتظار بكره/ ابسقى عطش قلبي اليابس على شفاهي
بقول بحبك!
فقد اختلط مفهوم الرغبة في الارتواء مع مفهوم الرغبة فى
الاحتواء، على نحو ما جاء فى غناء أحد الأشقاء حيث ناشد حبيبته قائلاً:
الشفايف عطش بيها و انا منك ما رويت/ قرب و خلني أروى كنت
منتظرك و جيت!
وحيث أني ممن يعشقون ماء الحنفية، أكثر من مشاربه العاطفية؛
أجدني أشدو بكلمات الأغنية:
الميه تروى العطشان/ وتطفى نار الحران... (لأن الماء بالمعنى
العاطفي يزيدنا حرارة، و قد يوصلنا إلى درجة الاشتعال)!، وقد يدخل الماء الزلال على
نحو فيه إذلال، أو بغية الصفح و الغفران على غرار أغنية إلهام:
شربتك المي بكفوفي السمره/ سامحنك امرار سامح و لو مره
وطبقا لما ورد من تطمين فس أغنية شيرين:
(ماشربتش من نيلها)
ثبت أن العطش العاطفى أمره يسير: مش كل حب بينتهي تبقى انتهت
بعده الحياة/ و لا كل قلب بينجرح بيقضى عمره في نار و آه/ كل اللي عده بيتنسي و يفوت
أوان و يضيع صداه/ دا القلب فيه جرحه و دواه!
أما العطش الآخر فقد يميت شأنه شأن الموت غرقاً! لهذا وجب
التنبيه! توقيعات:
ـ لا تتم تحلية المياه بإضافة السكر إليه!
ـ الماء الراكد يولد العفن!
ـ رياء الماء سراب، وريه ثواب!
ـ تسريب المياه ليس أقل خطراً من تسريب الإشعاع!
ـ الظمآن لا ترويه العصائر، بل تزيده عطشاً!
ـ الماء من صنع الله، و مع ذلك يحاسبنا عليه البشر!
ـ عندما كنا نحصل على الماء بمشقة كنا نحافظ على كل قطرة،
فلما أصبح الحصول عليه يسيراً أضحينا فيه أكثر إسرافاً و تبذيراً!
سؤال ساذج!: منذ زمن كان يراودنى سؤال: هل يتمتع أحد
المطربين بخياشيم، تجعله يستطيع التنفس تحت الماء!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشر مقالي هذا في موقع دنيا الرأي بتاريخ 2011-10-14