سواد بارتي!
كنت عائداً للتو من
أداء واجب عزاء، حين بادرتني زوجتي برغبتها في مصاحبتي، لحضور ذكرى أربعين زوج
صديقتها، و هناك علمنا أن سنوية المرحومة الحاجة، جارتنا في السكن القديم، قد
واكبت هذا اليوم الحزين!.
في طريق عودتنا إلى
منزلنا، اقترحت أن نعرج على مكان جميل، لنزيل آثار الحزن و الهم، و نحول خطواتنا
العسكرية المنشية، المصاحبة للموسيقى الجنائزية، إلى واحة فيها غناء و عشاء... لم
أكد أكمل الاقتراح، حتى خرج من الأكفان عواء ذئب، تبعه زئير أسد، فآثرت السلامة و أصدرت
صوتاً أشبه بنقيق ضفدع، أو هديل حمامة، أو خوار عجل!.
في تلك اللحظة رن تليفوني المحمول، كان
المتحدث على الطرف الآخر يبكي و يولول!؛ فنطقت بقوة و حسم، و صوت أجش:(ألووووووه)!.
بعد العودة من حفلات (السواد بارتي) تلك،
صممت على ضرورة خلع ثوب الحداد الجبسي، و أغلقت الباب على نفسى، و نزلت رقص؛ عشرة
بلدى، قل عشرين، أو اللهم احفظنا (أربعيين)!.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشر
مقالي هذا في موقع دنيا الرأي بتاريخ 2009-04-28