الحدود
الأربعة و السقف!
لم تكن تعرف معنى للأسطح المستوية (الحادة و
المتقاطعة) إلا بعد أن لُفظت خارج عالمها المستدير،عندئذ ارتطمت بسطح بارد؛ ارتعشت،
صرخت؛ فابتسم الجميع من حولها و امتلأوا بالدفء!...
كان وجهها نحو السقف ـ دون أن تقوى عيناها
على رؤية شيء ـ تلقفتها الأيدي في لهفة و شوق متسائلين: ولد؟ ولد؟... جاءت الإجابة
بانكسار مع هز الرأس بإشارة نفى؛ فألقوها في (الطشت) و انصرفوا في صمت!…
طاردتها لعنات الأهل (جسدك عورة)، (صوتك
عورة)، (رداؤك كفن أسود) (أنت وعاء من أوعية البيت)...
ملحوظة:
عقابها كان على (ذنبٍ) مفاده أن الرب شاء أن يخلقها أنثى في عالم يحكمه الظلم!.
أفاقت من النوم ذات يوم على صوت ذكوري
أفزعها يصرخ فيها بأعلى صوت: قلت لكِ ألف مرة يا أنثى ممنوع… ممنوع ممنوع الحلم!؛ حينئذ
أدركت حقيقة أن الأرض ليست أبداً كروية كرحم الأم، بل ذات حوائط أربعة!. تطلعت نحو
السقف فاصطدمت عيناها بالخرسانة المسلحة و الجهل!.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشر مقالي هذا في موقع دنيا الرأي بتاريخ 2011/10/31